02 نوفمبر 2025
تسجيليتعرض الإنسان خلال حياته لنوبات متكررة متقاربة أو متباعدة من التوتر ، وبالرغم أن ليس كل توتر يعتبر عرضا مرضيا إلا أنه يظل شعورا غير مريح ينغص على الفرد أعماله اليومية إن تكرار حالة التوتر - غير المرضي - على الفرد تعكس فوضوية فى تفكيره أكثر من أن تعكس حالة من القلق أو الخوف كما يعكس التوتر النظرة التشاؤمية للفرد والتي تتعلق بتوقعاته عن الأعمال التي يقوم بها وتتمثل أهم أعراض التوترفي انخفاض المزاج والغضب وعدم القدرة على اتخاذ القرار ، وصعوبة التواصل مع الآخرين ويتزامن ذلك مع لوم النفس وعدم الشعور بالقيمة إن قدرة الإنسان على تحديد مصادر التوتر الذي يكابده تعتبر خطوة أساسية للسيطرة عليه إن معاناة الفرد من غرائز مكبوتة وآمال غير محققة يجعله سهل الاستثارة عند أي حدث يتعارض مع توقعاته ، ويعتبر هذا المخزون السلبي من المشاعر والرغبات المؤلمة وغير المعالجة محرضا أساسيا للتوتر السريع ، لذلك فإن يقين الفرد بذلك يجعله يتعامل مع تلك الضغوط الداخلية بدرجة كافية من الوعي إن تكرار حالات التوتر مهما كانت بسيطة يُشعر الإنسان بالكآبة والملل عند بداية المهام التي يرغب فى إنجازها وذلك نتجية لانشغاله غير الصحي بالعواقب والنتائج المُحتملة لذلك فإن قدرة الإنسان على ضبط نفسه وقراءة انفعالاته قراءة واقعية تجعله أكثرشجاعة أمام المواقف وتعفيه من الهروب الذي ينعكس في توتر الفرد و تردده كما يعتبر عزوف الفرد خلال شعوره بالتوتر عن الآخرين والغضب الذي يبدأ بتحويله عليهم أحد أهم مسببات ازدياد نسبة التوتر واحتمالية تكراره ، لذا تعتبر مشاركة الآخرين ومشورتهم والاستنارة بآرائهم والسعادة بمساندتهم خطوة ناجحة لإدارة التوتر ولقد حذّر العلماء والباحثون فى الدراسات النفسية من تكرار التعرض للتوتر النفسي فى مرحلة المراهقة ، واعتبر ذلك أحد مسببات التعرض للأمراض الجسدية مثل الصداع المستمر أو حتى أمراض القلب فى الحالات الشديدة وتشير الدراسات النفسية إلى أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على جسم الإنسان وأن هذا التأثير قد يكون إيجابيا كما هو الحال لدى المتفائلين والذين لا يعانون القلق وكذلك الذين يتمتعون بمفهوم جيد عن الذات ، وقد يكون هذا التأثير سلبيا كما هو الحال في الشخصيات القلقة وغير الناضجة والتي تعاني من الاكتئاب إن التعقل فى ردود الأفعال ودراسة مواضيع الحياة بشمولية واستراتيجية محددة يقي الفرد من الوقوع تحت وطأة التوتر الدائم إن قدرة الفرد على تصحيح نظرته لمشاكل الحياة وإدراكها كمحطات لإعادة التفكير وإنتاج البدائل الإيجابية لمواقف الفشل يعزز قدرته على المواجهة والتغيير وحسن التصرف