18 سبتمبر 2025
تسجيلوهكذا انفض جمع الـ 24 لدول جامعة الدول العربية على مستوى القادة في دورتها العادية (الوضع الراهن وآفاق المستقبل) والذي عُقد مؤخراً في مدينة الدوحة عاصمة قطر، دوحة الخير والعطاء والوقوف مع الشعوب. انفض الجمع بكلماته ومبادراته واقتراحاته بآماله وتطلعاته وتحدياته وإصرار شعوب الأمة العربية على أن يكون لها مكان في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها أمتنا. نتمنى ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن تتحقق الآمال والتطلعات عملاً وتطبيقاً وممارسة ويراه القريب والبعيد بإذن الله تعالى. انفض الجمع وفلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى تنتظر ما بعد الجمع، وكما قال حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله ورعاه وسدد خطاه في خطاب الافتتاح "إن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار..." وقال سموه يحفظه الله "إن مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي بارك الله حوله.. يواجه خطراً شديداً، يتطلب منا عملاً جاداً لدرء هذا الخطر".. "إن الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية في القدس لا تقبل المساومة..". انفض الجمع وما زالت دماء الشعب السوري تسيل ليل نهار، وأدعياء حقوق الإنسان والأخلاق والدفاع عن الإنسان يغضون الطرف عن هذه الدماء، وكأن الشعب السوري العربي المسلم ليست لهم إنسانية أو آدمية أو أية حقوق، وكأنهم من كوكب آخر غير معروف ولم يُكتشف حتى الآن. وكما اوضح سمو الأمير وفقه الله وأدام عليه نعمة الصحة والعافية إذ قال "ولعل من المهم أن نؤكد دائماً حرصنا على وحدة سوريا، أرضاً وشعباً، وهي مسؤولية أخلاقية وتاريخية نتحملها جميعاً، ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها".. "وسوف يشهد التاريخ لمن وقف مع الشعب السوري في محنته، مثلما سيشهد على من خذله" وما أكثر الذين خذلوه وخانوه ووقفوا مع الطغيان وهم من أهل الطغيان والظلم، وبإذن الله كما قال سموه "وإنني لأرى، قريباً، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد". انفض الجمع وما زالت بعض الأنظمة العربية — ولا نعمم — تقهر وتكبت وتعتقل وتسجن وتطارد وتدخل في نوايا وبواطن شعوبها وتكمم أفواهها وتستعين بمن لا يريد الخير لشعوبها ولا تريد أحدا أن ينصحها ويوجهها إلى كل صلاح وهدى، ولا تقول لشعبها إلاّ: لا نريكم إلاّ ما نراه نحن — أي هذه الأنظمة والأجهزة المريضة — بكل من يريد الخير والإصلاح والصلاح بالتي هي أحسن ويقدم النصح المسؤول والمشاركة في البناء والعطاء ويتحمل المسؤولية المجتمعية وينشد العدالة والحرية في ظل القوانين والأنظمة المنظٍمة لذلك، ولله در سمو الأمير يرعاه الله حين قال "وعلى أنظمة الحكم أن تُدرك أنه لا بديل عن الإصلاح ولا مجال للقهر والكبت والاستبداد والفساد، وعندما أقول الإصلاح فإنني اعني الإصلاح المدروس المستند إلى رؤية وفكر وإرادة وليس إصلاح الشعارات والوعود الزائفة".. "بالإصلاح تستقر أنظمة الحكم وبالإصلاح تطمئن الشعوب إلى حاضرها ومستقبلها".. "وبالإصلاح ترتفع معدلات الإنتاج والتنمية ونوفر الحياة الكريمة الآمنة لدولنا وشعوبنا، وبالإصلاح نكسب احترام العالم ونصبح قوة فاعلة ومؤثرة فيه". انفض الجمع ودولة قطر حفظها الله قادرة بإذن الله على إدارة هذه المرحلة من عمر الأمة وبالتعاون مع أشقائها ومع كل من يريد الخير لهذه الأمة ولشعوبها والأجيال التي ستأتي، فقال سمو الأمير "إن التحديات التي تواجهنا والمسؤولية الملقاة على عاتقنا جسيمة وكبيرة، وتتطلب منا العمل على قدر هذه المسؤولية، ومواجهة التحديات لتحقيق نهضة أمتنا العربية عبر تعزيز روح التآخي والتضامن التي تُعد أقوى أسلحة هذه الأمة".. "والنأي عن كل ما لا يخدم مصالحنا القومية، وأن نرى الخلافات القائمة في حجمها الصحيح دائماً".. "وأن نترفع عنها تماماً وأن نعطي المصلحة العربية العليا أولوية على ما عداها، وأن نجعل من الحوار الصريح الأسلوب الأمثل لحل خلافاتنا، فإن استمرار هذه الخلافات وتضخيمها لن يحقق سوى مصلحة من يتربص بهذه الأمة العظيمة". حفظ الله قطر وجعلها واحة أمن وأمان وإيمان وسلام وتقدم وازدهار وتنمية وعطاء، وأدام عليها كل نعمة وخير. ومضة قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى* وأن سعيه سوف يُرى* ثم يجزاه الجزاء الأوفى).