05 أكتوبر 2025

تسجيل

واقع المعلمين اليوم

01 مارس 2021

أبدأ مقالي الأول بكلمة اقرأ وهي أول كلمة نزلت من القرآن الكريم على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأستشهد بها ككلمة للحث على تعلم القراءة التي تعتبر المدخل الرئيسي للعلم والمعرفة. ونجد أيضا أن أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته المشهورة قد قال ( قم للمعلم وفه التبجيلا.... كاد المعلم أن يكون رسولا) وهذا ليس إلا دليل واضح على مكانة المعلم في ذلك الوقت أيضا على عكس ما وصل له واقع حال المعلمين والمعلمات في هذا الزمن مقارنة لما كان عليه في زمن ليس ببعيد قد عايشه أغلب القائمين على التعليم حالياً وتتلمذوا على يد تلك الكوكبة من المعلمين الأجلاء. ففي حين نجد أن المعلم الياباني يأتي مباشرةً بعد الإمبراطور في سلم الاحترام والتقدير ويطلق عليه لقب سعادة المعلم تقديراً منهم لدوره في المجتمع الياباني. كما أن المناضل المشهور وحاكم جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا قد قال (التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكن استخدامه لتغيير العالم). والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ردها الشهير على المئات من القضاة والمهندسين والأطباء الألمان الذين وقفوا احتجاجاً لطلب مساواتهم بالرواتب مع رواتب المعلمين الألمان للمرحلة الابتدائية، قد أجابتهم بمقولتها المشهورة: (كيف اساويكم بمن علموكم). وقد أعطت هذه الجملة دفعة من التشجيع والتقدير للمعلمين الألمان وكل معلمي العالم لما شعروا به من حفاوة وفخر بهذا التقدير من أعلى هرم في السلطة في ألمانيا. وفي بيانات رسمية من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تصنيف أكثر عشر دول في العالم من ناحية المخصصات المالية للمعلمين، فقد تربعت لوكسمبورج تلتها سويسرا ثم ألمانيا على عرش التفضيل كأفضل بيئة عمل للمعلمين حول العالم ضمن أفضل عشر دول على الإطلاق، منها ست دول أوروبية ولم تكن هناك أي دولة عربية ضمن العشر دول الأوائل. وهنا يتبادر إلى أذهاننا بعض الأسئلة المشروعة إلى القائمين على التعليم في الوزارة والتي قد يكون لها أثر معنوي إيجابي على نفسية المعلمين وتتلخص في عدة أمور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: -ماذا سيحدث لو قامت الوزارة بالمطالبة بالتعيين على الدرجة السادسة مباشرة للمعلمين أسوة بالمهندسين وغيرهم ممن يتعينون على درجة وظيفية أعلى تقديراً لدورهم الكبير في رعاية جيل المستقبل؟ -ماذا سيحدث لو تم تكريم المميزين من أعلى هرم التعليم في حفل سنوي وعمل مجلة إلكترونية مع منح جوائز مجزية، ولا نقصد هنا حفل التوديع لكبار السن قبل التقاعد؟ -ماذا سيحدث لو اتجهنا لتخفيف العبء في التكليفات الشكلية الكثيرة على المعلمين وعلى أولياء الأمور؟ والتي تنهك كاهل الجميع. - ماذا سيحدث لو تم منح المعلمين بطاقة تأمين صحي أسوة ببعض المؤسسات والشركات التي لا تقل أهمية عن التعليم؟ ونعيش حالياً كأولياء أمور في ظل جائحة كورونا التي طالت العالم بأسره مدى المعاناة الكبيرة التي يعانيها المعلمون من التدريس للطلاب في الفصول الدراسية ومخالطة عدد كبير نسبياً (15 طالباً في كل فصل دراسي)، ومتابعة مجموعات أخرى تدرس عبر الشبكة العنكبوتية في المنازل، هذا بالإضافة إلى التحضير اليومي للدروس وتدريسهم ورعايتهم لأطفالهم وأسرهم بعد ساعات الدوام الرسمية.... فهل من رحمة لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يقومون بدورهم في صمت لا يستحق إلا الإشادة والتكريم أسوة بالأطباء الذين تم تكريمهم على أعلى المستويات (وهم يستحقون ذلك) ولكننا نريد أن نرى تكريم المعلمين أيضا لدورهم البطولي خلال هذه الجائحة. كل ما سبق أسئلة تحتاج إجابات تصب في مصلحة المعلمين والعملية التعليمية. وهذا غيض من فيض وأخيراً نتذكر المقولة الشهيرة لأفلاطون ( إن الشخص الذي يهمل التعليم سيسير أعرج حتى نهاية حياته ). أتمنى أن تتسع صدوركم لمقال اليوم. ‏ fbhqtr2 [email protected]