10 سبتمبر 2025

تسجيل

تَقبَّل سكاكين النقد

01 مارس 2021

من كان على كرسي المسؤولية في أي مؤسسة حكومية أو خاصة، فهو ضارب موعد مع النقد، فعليه أن يتقبَّل كل نقدٍ يأتيه من هنا وهناك حتى ولو كان من داخلها، ما دام بالأسلوب الطيب والأدب المتعارف عليه، وفي إطار النقد البنّاء الإيجابي. وليعلم المسؤول أن النقد وسيلة من وسائل النجاح المؤسسي، وأداة من أدوات التعديل نحو المسار الصحيح، والوقوف كذلك على الأخطاء بعين الآخرين، فهو يُعين المسؤول على تحريك العمل وتجاوز القصور والأخطاء، ويجعله يتهيأ للقادم من الأعمال والمشاريع والمبادرات بالمؤسسة باقتدار، فإذا جاءك شيء من النقد، فاستثمره ووظفه بالطريقة الصحيحة السليمة لمصلحة المؤسسة، واجعله فرصة للتغيير والتحسين والتطوير والمضي إلى ما هو أحسن للصعود والارتقاء بالخدمات المقدمة، ورفع مكانتها بالمجتمع، وتعزيز هويتها المؤسسية، وكذلك دعم كل ما هو إيجابي من الأعمال لإكمال النقص وسد الثغرات، وتخطي كل ما هو سلبي يعكر صفو العمل داخلياً أو خارجياً، فلا تنزعج أيها المسؤول من سكاكين النقد وتقبّل!. وتقبُّل النقد مؤشر صاعد يُخبرنا بأن المسؤول على وعي كبير وثقافة عالية، ولديه الاستعداد كذلك لسماع الرأي الآخر بكل أريحية دون تشنج أو تحامل على من وجه له النقد، وأنه يمتلك المهارات الإيجابية العملية في الرد والتعامل مع هذا الانتقاد. وللنقد آداب وذوقيات وجماليات لا بد من الأخذ بها والعمل بها حين يكون النقد، أما النقد الجارح والسلبي، والنقد لمجرد النقد، أو للتشويه وتصيد الأخطاء والمعايب والهفوات، ولا يكون هدفه سوى إسقاط الآخرين أو احراجهم أو التنقيص من شأنهم. وعلى من يحمل رسالة النقد ويوجه لمؤسسة ما أن تكون هذه الآية الكريمة خريطة طريقه في أي انتقاد ((إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))، فهي ترسم معالم كبيرة في ممارسة النقد وما المراد منه، وغير ذلك من المواقف الحياتية، فكم فيها من المشاهد الحية والمساحات في ((وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)). "ومضة" ليكن المسؤول أياً كان موقعه وتحت أي مسمى وظيفي على وعي تام، ويفرح بالنقد إذا أتاه من أي فرد في المجتمع، وأياً كان نوع هذا النقد. فكن على موعد معه فهو قيمة لا مفر منها!. فالنقد صناعة، وتقبُّله وكيفية التعامل معه صناعة. فتقبَّل سكاكين النقد!. [email protected]