09 أكتوبر 2025
تسجيلالتحولات القادمة ستعيد تشكيل مفاهيمنا وسلوكياتنا مازال المثقفون والكتاب يحنون للماضي والحس بالمحلية ووقوفهم على الأطلال ورسوم منازل الماضي، في وقت تتسارع فيه الأحداث بشكل لافت للنظر، هم المفكرون والكتاب من هم مطالبون بإضاءة المستقبل وخلق تصورات تمكن الجمهور من الاستدلال على مسالك المستقبل، النظر للخلف في أوقات لمجرد الذكرى لا ضير ولكن الحنين الذي يدعيه كتابنا يدعو للتساؤل، هل المطلوب من أجل أحاسيس الماضي يجب أن نرجع للمحلية، مثلا نرفض جلب أفضل الخبرات الرياضية والاكتفاء باللاعب المحلي، لم تعد المنافسات محلية بل هي دولية ونحن ننافس على المستوى العالمي، وليس جلب الخبرات من مدربين إلى اللاعبين شيئا استثنائيا بل معظم الفرق والمنتخبات تعمل لضم أفضل اللاعبين أمثال ميسي وزيدان ورونالدو وغيرهم، تتنافس الأندية للتعاقد معهم، وكذا العالم وإن كنت تسعى لبطولات عالمية وقارية لابد أن تضم لصفوفك أفضل اللاعبين، لكن هذا لا يمنع أن تقيم أفضل المؤسسات لاختيار اللاعبين وتدريبهم منذ نعومة أظافرهم والإعداد بشكل علمي لتهيئتهم للعب في صفوف الأندية والمنتخب، ومن الأولويات تدريب وإعداد الشباب القطري، ولكن عدم الاقتصار على القطري فقط، فكل الدول والأندية تعمل على خلق فرق تمثلها لتفوز في المنافسات، وما هو صحيح في كرة القدم صحيح في مناحي الحياة الأخرى في التعليم والجامعات والاقتصاد وفي المشاريع، قطر تتميز على غيرها بأنها اليوم تستطيع الحصول على أفضل الكفاءات لخدمة رؤية قطر في التنمية والبنى التحتية والفوقية ونستطيع الحصول على أفضل الأعمال والتقنيات من المطارات والطائرات إلى الموانئ والطرق السريعة، لم تعد دولة قادرة على تحقيق مشاريع التنمية بدون الاعتماد على دول أخرى من الولايات المتحدة إلى الصين، الاقتصاد العالمي اقتصاد واحد اليوم وستزداد تلك اللحمة بين الاقتصادات العالمية يوماً عن يوم، التحولات القادمة التي ستعيد تشكيل مفاهيمنا وسلوكياتنا تحتاج جدية في التعاطي مع الأحداث وترك العويل على الأطلال، وإن كان عن حسن نية، فصرف أنظار الناس أو تحويله عن حركة التطور المتسارعة أمر نحتاج الكف عنه، فحتى الأسماء لم تعد معبرة عن قضايا الأمة بل تلك التسميات أصبحت عائقاً ولم أجد مثل الكلمات عائقاً عند الحاجة للتغيير، فالإنسان العربي اليوم مر في عقود من التجارب ولم تعد مطالبه هي مطالب الأمس وكذا كل شيء من الفن إلى الموسيقى لم يعد الذوق العام يتحمل أم كلثوم تغني لساعات، إيقاع الحياة أصبح أسرع، المستمع لا يتحمل دقائق قبل أن ينصرف لعمل آخر، إذاً محاولات إعادة تدوير الماضي لم تعد مجدية بل أصبحت معطلة، مواكبة التطورات والتحولات ضرورة قومية وإنسانية، فعندما تنضب الموارد الطبيعية لابد أن تكون معدا للبقاء، في عصر سريع التطور وإذا لم تملك الأدوات العلمية والعملية لمسايرته على الأقل ستتخلف عن ركب الإنسانية ولن ينفع البكاء عند الأطلال، ما تحتاجه هو أخذ روح المبادرة والإبداع والبحث والتطوير وإنشاء المؤسسات التي ستصنع المستقبل، فالمستقبل إن لم تصنعه صنعه الآخرون، موسيقى اليوم هي الموسيقى الرقمية وفنون اليوم يجب أن تعبر عن هموم اليوم، ففنون الأمس عبرة عن هموم الأمس، وتراجع الأمة هو تراجع عن مواكبة الأمة للتطورات والتغيرات والتحولات، لأن مفهوم التغير مرفوض ضمناً، حيث إن الحديث عادة حنين للماضي السحيق أو الماضي القريب وعليه تكون التنمية فهي نتاج الثقافة فإن جمدت الثقافة جمدت التنمية. [email protected]