20 سبتمبر 2025

تسجيل

انتبه من الانقياد الأعمى

01 مارس 2016

حين تتأمل تخاصم أهل النار، وتبادل الاتهامات بين من كان يدعو الآخرين إلى جهنم، وإن كانت دعواهم بشكل غير مباشر بالطبع، وبين الأتباع الذين استجابوا لأولئك طواعية، سواء علموا بالنهايات والمآلات أم لم يعلموا، إلا أن حوارهم وتخاصمهم يومئذ، لأمر مثير يجذب الانتباه ويدعو لكثير من التأمّل.الأتباع أو "الفولورز" بلغة "تويتر"، تجدهم يومها وقد بدأوا يلومون القادة والزعماء والرؤساء الذين دعوهم إلى ما كانوا عليه، أفكاراً كانت أم أحزاباً وفرقاً، أو غيرها من تجمعات ورؤى ومبادئ.بدأوا يلومون قادتهم أو من قادوهم إلى ما هم عليه، ليقينهم أنهم هم السبب فيما هم عليه من بؤس في نار جهنم، يسألونهم رغم ذلك إن كان ما زال بيدهم حيلة أو وسيلة كما كانوا بالدنيا، يستطيعون بها إنقاذهم وإنقاذ أنفسهم أيضاً مما هم جميعاً فيه.. ولكن لا حياة لمن تنادي، فترتفع أصواتهم حينئذ "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ* رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيراً".هذه هي النتيجة النهائية وحال من يعطل حواسه وعقله ويتبع أهواء غيره، ويغتر بالكثرة وبالمال والقوة المادية عند البعض، فيقرر الأتباع دون قليل من التأمل لخطورة الانقياد وراء الغير دون تبصرة، وهذا الانقياد الأعمى هو ما يشجع ويعزز فريق القادة والزعماء في الاستمرار على نهجه، منطلقاً من وهم وغرور السيطرة وهو يرى عدد متابعيه يزداد، فيتجبر ويتكبر ويستمر على نهجه ويزداد غياً، حتى تكون نهايته أليمة هو أيضاً، حيث النتيجة النهائية هي الحسرة والندامة.. ويا لها من نهاية بائسة أليمة، أعاذنا الله وإياكم منها.