15 سبتمبر 2025

تسجيل

لاري كينغ.. سيد الميكروفون

01 فبراير 2021

فقد الإعلام الأمريكي مؤخراً أحد أبرز رموزه التلفزيونية التي لمع نجمها خلال العقود الستة الماضية، وهو المذيع الحواري " لاري كينغ " الذي قام بعمل آلاف الحوارات التلفزيونية خلال مشواره الطويل الذي امتد على مدى فترة عمره الذي وصل يوم وفاته إلى 88 سنة تقريبا. وأمثال " لاري كينغ " لا يمكن لتاريخ الإعلام الأمريكي أن ينساه أو يغفل جهوده الرائعة في تعليم أجيال اليوم مهارات التقديم التلفزيوني المتفوق والمتميز عبر أدائه الاحترافي خلال عمله في الإعلام خاصة إذا علمنا بانه أجرى مقابلات تاريخية مع زعماء ورؤساء ورجال أعمال وممثلين وسينمائيين (50 ألف مقابلة تقريبا) كان هو نجمها بسبب مداخلاته الذكية والساخرة لكسب وجذب انتباه الجمهور له وهذا هو عامل الإبداع الذي أوصل اسمه إلى قمة الشهرة في الإعلام الأمريكي منها فترة حياته الأخيرة عبر شبكة سي إن إن التي كان مذيعها الأول في الحوارات الشاملة كافة التخصصات والتي كانت محط أنظار المشاهدين في كافة دول العالم من خلال برنامجه الشهير " لاري كينغ لايف ". ما زلت أتذكر مقابلاته مع بعض الزعماء والسياسيين العرب وغير العرب وقمة الطرح في أسئلته الحاذقة وكنت ادرسها لطلابي وطالباتي في قسم الإعلام بجامعة قطر، لكي يتعلم هؤلاء مهارات الاتصال الأساسية في مهارة " فن الحوار " وكيفية المواجهة وطريقة الطرح في الوقت المناسب.. بجانب أن يتعرف طلاب وطالبات تخصص الاعلام على صفات الإعلامي الناجح، وما يجب أن يكون عليه من ثقافة عالية وقت الرخاء وفي الأزمات السياسية التي قد تخيم على الأحداث وتجعل من هذا المذيع شخصا يبحث عن المعلومة من مصدرها الحقيقي دون خوف أو خجل.. بجانب مزجه بين الجد والهزل أحيانا واستخدام روح المداعبة والقالب الفكاهي أحيانا أخرى. كلمة أخيرة: لاري كينغ.. من النماذج الإعلامية الأمريكية المبدعة التي أخلصت في مهنتها وكانت تهدف إلى خدمة المتلقي وتزويده بما يحتاجه من الضيوف الذين كان يقابلهم في مشواره التلفزيوني الطويل.. حيث حقق العديد من الإنجازات العالمية، وسيبقى مدرسة يتعلم منها طلاب الإعلام اليوم في مجال الحوار التلفزيوني بسبب أسلوبه الفريد الذي قلما يتوفر اليوم في الاعلام المرئي. ‏[email protected]