19 سبتمبر 2025
تسجيلالدبلوماسية القطرية نجحت في كسب الأصدقاء وتشكيل حوار موسع جديد التحالف الأمني بمثابة البوابة نحو حل أزمة الخليج ونبذ الخلافات العارضة دأبت امريكا على جعل علاقاتها السياسية مع قطر منذ عقود بشكل يميزها عن بقية الدول في العالم، من خلال الشراكات الموقعة بين البلدين في كافة المجالات، ومنها بشكل خاص في الاقتصاد والدفاع ومكافحة الإرهاب بجانب التعليم والصحة والنفط والغاز والطاقة ومكافحة الاتجار في البشر والأمن الإقليمي .. وغيرها، ولعل التقارب بين البلدين اليوم يكشف مدى الحرص على السير في نفس الاتجاه لتقوية العلاقات بشكل موسع. ولعل هذا التقارب بالأمس يكشف صدق النوايا وحسن إدارة هذه العلاقات من أجل شراكة حقيقية، بما تعود على الدولتين بالفائدة عبر هذا الحوار والتحالف الاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما يوسع من تحالفات قطر الناجحة بكل المقاييس. وهذا الحوار القطري الأمريكي: يكشف للعالم أجمع أن قطر تسير على طريق الدبلوماسية القطرية المعتدلة التي جعلت هذا التقارب بمثابة الرسالة التي توجه إلى كل الدول وأن قطر لن تتنازل عن دولها الصديقة في كافة الظروف وستتعاون معها، خاصة إذا علمنا أن قطر هي الدولة الوحيدة الجادة لمكافحة الإرهاب أولا، وفتح شراكات جديدة صادقة مع الجميع ثانيا. فقد عبَّر تميم بن حمد ودونالد ترامب عن العمل من خلال هذه المرحلة الجديدة، بهدف ترسيخ العلاقات بين الدولتين، خاصة إذا علمنا أن التحالف يقوم على المجال العسكري، إلى جانب بعض المشاريع الاستثمارية القطرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية. نجاح الدبلوماسية القطرية: ولعل هذا النجاح الباهر للدبلوماسية القطرية يجعل الدول التي تآمرت على قطر في الماضي منزعجة من هذا التفارب، كما يؤكد على مدى المصداقية التي يسير عليها الرئيس الأمريكي وأمير قطر، من أجل إنهاء الخلافات بين دول المنطقة بأسرع وقت ممكن. وهذا ما سيؤكد على أن يكون "الحصار المفروض ضد قطر منذ يونيو 2017م وحتى اليوم، أنه أصبح من إرث الماضي، لأن الولايات المتحدة أصبحت صادقة من أجل لمِّ الشمل الخليجي من جديد، ونسيان الخلافات المفتعلة التي لم تعد مفيدة لجميع الأطراف وتؤثر فيها سياسيا واقتصاديا وعسكريا بشكل سلبي دون شك في ذلك. وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية الأمريكي خلال القمة القطرية الأمريكية بالأمس، عندما أشار في كلمة له بأن أزمة الخليج الحالية أثرت على أمريكا ودول المنطفة بشكل كبير. فهذا التحالف والحوار الاستراتيجي يأتي – كما علَّق أحد الخبراء في أمريكا – بأنه رسالة أمريكية من أجل حل الأزمة في الخليج، وهو يعبر عن رغبة الولايات المتحدة في نشر الاستقرار في المنطقة؛ لتكون بعيدة عن أية صراعات محتملة. تحالف استراتيجي طويل المدى: ويبقى التحالف القطري الأمريكي الذي جاء في هذا التوقيت بمثابة الرؤية المكملة لسياسة البلدين في الارتقاء بالمشهد السياسي لصالح دولنا التي تمثل للعالم حالة من الاستقرار وعدم التصعيد؛ لأنها من المناطق الحيوية في الاستقرار الاقتصادي على وجه الخصوص. وهو ما يؤكد على أهمية أن تكون قطر والولايات المتحدة من الدول ذات المكانة الكبيرة في موازين القوى؛ لكونهما تتفقان في الكثير من الرؤى بما يخدم الاستقرار ونشر السلم في كافة دول العالم أجمع، خاصة أن هذا الحوار والتحالف الاستراتيجي يدعو لتماسك أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جديد، ونبذ الخلافات الجانبية ليعود الخليج كما كان في السابق قويا وشامخا في سابق عهده. كلمة أخيرة: لعل هذا الحوار يجر الدولتين لمرحلة جديدة من العمل الجاد والصادق، ويؤكد على أهمية مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستراتيجية الدفاعية، وهو ما يزعج دول الحصار وإعلامها المعارض لمثل هذه النجاحات الكبيرة التي تحققها قطر خلال هذه الفترة، وصولا إلى دحر شتى أنواع المكائد التي تحاك من قبل دول الشر ضد قطر؟!