11 سبتمبر 2025
تسجيلهناك مواقف كثيرة قد نتفوه بها لأشخاص حولنا تسبب لنا انزعاجاً وجرحاً وإحساسا بالذنب وهنا يأتي دور الاعتذار و وكيفية اكتساب هذه الثقافة ، فالاعتذار والتأسف من الفضائل السامية والتي تعبر عن الأخلاق العالية وهي لا تنقص من الفرد بقدر ما هي شهامة وشجاعة بالاعتذار عن الحضور أو التخلف عن موقف ما أو حتى للتأسف عن كلام تم قوله في غير محله أو في وقت غير مناسب . فمثلاً الاعتذار عن عدم تلبية دعوة حضور مناسبة ما يكون شفهياً أو عبر الهاتف أو من خلال رسالة قصيرة تضع الداعي في الجو ، وعلى سبب الاعتذار أن يكون مقنعًا وخارجا عن إرادة المدعو، لأن الموضوع حساس ولا يحتمل مثلاً الحضور بعد الاعتذار فهذا تصرف سلبي وغير مقبول وغير مسؤول . و تعد السرعة في تقديم الاعتذار عاملًا أساسياً فكلما تأخر الاعتذار تفاقم الموضوع سوءًا ، كمن يقدم لك على الطاولة قهوة باردة ، و الحذر من استخدام كلمات طويلة والتي تفصح عن عدم الثقة بالنفس وأن لا يتضمن الاعتذار المبررات المطولة التي تضعف من قيمته ومعناه المعنوي والبعد عن الإلحاح في الاعتذار أو كما نسميها بالعامية " الحنّة" . ويجب عند إبداء الأسف، استخدام عبارات رقيقة نابعة من القلب ومعبّرة عن نية صادقة في تجاوز الخلاف ، وإذا تخطت الإساءة حدود الاعتذار الشفهي يستحسن إرسال هدية رمزية أو ورود إلى منزل الشخص المنوي الاعتذار منه مع كلمة خطية بسيطة تعبر عن الأسف الشديد، وانتقاء كلمات بمنتهى اللباقة والتهذيب ومن دون تلعثم أو تردد ليشعر المتلقي بصدقها ووصولها للقلب. ولو كان المتلقي هو المخطئ بحقك وبادرت أنت بالاعتذار إليه ، فيكون موقفك هنا أقوى من موقفه وسيبادر إلى قبول الاعتذار وتسوية الخلاف وحله . خاطرة ،،، يقول الشافعي رحمه الله في ثقافة الاعتذار " عاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى، ودافع لكن بالتي هي أَحسن "