أبوالقاسم الشابي نموذجاً تونسياً

الجوائز الفكرية والإبداعية بالوطن العربي عبر خريطة الوطن العربي، هناك اهتمام جدي بأمر الثقافة والفكر، هناك رجال أعمال.. وشركات كبرى، وبنوك تمول العديد من المشاريع الفكرية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما يقدمه البابطين للشعر منذ سنوات، شكل من اشكال الدعم المادي والمعنوي لحركة الشعر في اطار الدراسات والبحوث ونشر دواوين الشعر.. وعلى ذات المنوال نجد أن البنك التونسي قد أخذ على عاتقه وضع جائزة قيمه تحمل اسم الشاعر العربي التونسي أبو القاسم الشابي، ويرأس الجائزة واحد من رموز الفكر والفن والثقافة والمسرح، الكاتب العربي الكبير عز الدين المدني، وهو في غنى عن التعريف، له اسهاماته في اطار المسرح العربي، وابداعاته في هذا المجال قد حصدت جوائز السبق، جائزة أبوالقاسم الشابي، في كل دوره تقدم نوعاً من أنواع الابداع الإنساني في اطار المسابقة الرسمية، ودورة هذا العام قد تم تخصيصها للسيرة الذاتية، وحصد الجائزة الكاتب الدكتور حمودي الصمادي، وهو باحث وكاتب ومفكر واستاذ جامعي، والأجمل أن هذه الجائزة تحت اشراف وزارة الثقافة، كان عدد المتقدمين بأبحاثهم ودراساتهم وسيرهم الذاتية أكثر من "50" باحثاً وكاتباً ومفكراً من كافة ارجاء الوطن العربي، وكما هو معروف فإن الجائزة في كل عام تأخذ منحى آخر، مرة الشعر، وأخرى للرواية، والقصة القصيرة والبحوث والدراسات، وفي هذا إثراء حقيقي للحراك العربي في مجال الفكر، كما أن الاستاذ عز الدين المدني، وهو ذو اهتمامات عدة، قد وضع ضمن الفعاليات والمسابقات المستقبلية الاهتمام بالفنون الجميلة في اطار الدراسات وتقديم الرسومات، ولذا فإن جائزة الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي تختلف عن العديد من الجوائز المرتبطة بالفكر والابداع من خلال التنوع، ناهيك عن لجان التحكيم، من حيث انها عروبية الهوى، مثل الشاعر اللبناني بول شاوول، والناقد والباحث العراقي الكبير ماجد السامرائي، والروائية الأردنية سميحة خريس، بجانب الكاتب والباحث المصري الاستاذ اسامة النجيمي، وكوكبة من المفكرين واساتذة الجامعات والباحثين التوانسة، اتمنى من كل قلبي أن يكون مثل هذه الجائزة حافزاً لرجال الاعمال في وطني قطر، وألا يقتصر الأمر فقط على جوائز الدولة، مجرد حلم، أتمنى أن يتحقق ذات يوم!!