19 سبتمبر 2025
تسجيليشهد الجميع على أن الجمعيات الخيرية في قطر تلعب دوراً إنسانياً بارزاً لاسيَّما خارج البلد، وتعمل على تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين بالقدر الممكن، حيث لم تعد الجمعيات اليوم تطعم الأفواه فحسب، بل تساعد على أن ينتج الفقراء ما يسد رمقهم بأنفسهم، فهذا على المدى البعيد هو الأفضل دون شك.. فإن تعلم الفقير كيف يصطاد السمك خيرٌ له من إطعامه سمكاً كل يوم.. وقد تبين ذلك المفهوم للجمعيات نفسها، من خلال تجاربها في العمل الخيري.لكن من المؤكد أن العمل الخيري ليس أمره مقتصراً على توفير الطعام والكساء والدواء فحسب، بل تتعدد مجالاته وتتنوع، فالأمر متسع بحسب رحابة وسعة آفاق العاملين بهذه الجمعيات، الذين نسأل الله لهم كل توفيق وسداد. تلك مقدمة سريعة لفكرة لا أظنها بالجديدة، أرغب أن أطرحها للجمعيات الخيرية العاملة في قطر، وتتعلق بضرورة استثمار الكتب المدرسية المتنوعة التي تتزايد كمياتها في مخازن البيوت عاماً بعد آخر، دون الاستفادة منها مرة أخرى بعد انتهاء الطلاب منها، لاسيَّما كتب العلوم الشرعية واللغة العربية والرياضيات. أجد من المهم أن تبادر الجمعيات في تجميع الكتب المدرسية المستعملة والصالحة للاستخدام من الأهالي نهاية كل موسم دراسي، وإعادة توزيعها على القرى والمناطق الفقيرة من تلك التي تصل خدماتها الخيرية إليها، والتي تحتاج مدارسها إلى كل ورقة وقلم، إذ لا تقل الكتب المدرسية أهمية عن الطعام والكساء والدواء. هي فكرة قديمة متجددة وتحتاج إلى من يفعلها ويجسّدها على أرض الواقع من قبل إحدى الجمعيات الخيرية القطرية أو جميعها، في مبادرة جماعية، لكي نساهم جميعاً في إعادة تدوير الكتب المدرسية المستعملة بدلاً من حرقها أو تخزينها إلى أن تتلف، والآلاف من أطفال المسلمين حول العالم بحاجة إليها.فهل من مبادر؟