18 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي: دخلت روسيا عهداً جديداً، عقب نجاح البلاشفة بزعامة "لينين" في الاستيلاء على الحكم في نوفمبر ١٩١٧ م، وقد خاضت ١٩٢٠ م) – روسيا حرباً أهلية ( ١٩١٨ أسفرت عن منح روسيا الحكم الذاتي لجمهوريات، وأقاليم داخلية. وكانت جمهوريات القوقاز قد ظهرت بالفعل عام١٩٢٠ م ومنذ ذلك التاريخ تم ضم أربعة أقاليم إلى أرمينيا هي أزوزوم، وترابزون، وفاز، وتيليس، وفي أواخر عام ١٩٢٢ م اقتطع إقليم (بخشيفان) من أرمينيا، وتم ضمه إلى أذربيجان ليصبح سبباً مستداماً للتوتر بينهما. وبموت لينين عام ١٩٢٤ م شهد الاتحاد السوفييتي صراعاً حول السلطة، حسمه ستالين لصالحه، ومن ثم أعلن عام ١٩٢٩ م ضرورة الإسراع بالتحول إلى الشيوعية. ومنذ عام ١٩٣٦ م تم تقسيم القوفاز إلى جمهوريات مستقلة هي: أرمينيا وأذربيجان، وجورجيا، وأصبحت إبخازيا، والاظهار وأوسيت أقاليم ذات حكم ذاتي. وقد شهدت فترة حكم ستالين التي دامت حتى ١٩٥٣ م ألواناً من القهر والسخرة في العمل، فقتل عشرات الملايين أو طردوا أو سجنوا أو شردوا، وتم القضاء على الملكية الفردية، كما شنق مئات الآلاف ممن أطلق عليهم "أعداء الشعب".وقد تعرض المسلمون في تلك الفترة إلى التهجير الإجباري وإلى تقسيم أراضيهم والاقتطاع منها، وتهجير الروس والأوكرانيين إليها بهدف تغيير التكوين الديموغرافي والعرقي والديني لهذه الأقاليم. ومن ناحية أخرى، فرضت على المسلمين اللغة الروسية، وجعلت اللغة الروسية هي الرسمية للتعامل مع كل نواحي الحياة، فانفصل معظم المسلمين عن كتاب الله وسنة رسوله، وزاد الطين بلة، عندما مارس الروس نشر الأيديولوجية الإلحادية بين صفوف المسلمين وتحطيم نظام الأسرة القوي للتماثل لدى المسلمين وإطالة وقت عمل المرأة بين الرفاق ومنع الدراسة الدينية واللغة العربية منعاً باتاً ومنه الكتابة بالحرف العربي. وأثناء الحرب العالمية حاصر الألمان "لننجراد" فمنح الروس نوعاً من الحرية الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وسمحوا لهم بفتح مسجد في كل مدينة كبيرة كثيفة السكان، وما انتهى عام ١٩٤٤ م إلا وأسست في مدينة باكو الإدارة الدينية لمسلمي ما وراء القوقاز، وهي تدير شؤون المسلمين من الشيعة والسنة في أذربيجان وجورجيا.. هذا وبالله التوفيق.